يسأل أحد القراء، كيف يغير مرض الزهايمر من حياة الإنسان، ويصبح شخصا مريضا لا يتذكر أى شىء بعد أن كان مشهورًا لامعًا يلفت نظر كل من حوله؟
يجيب الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، قائلا:
كان من الأشياء التى استوقفتنى فى هذا المرض هو التغير الحاد الذى يصيب الإنسان بعد الإصابة به، فيتحول من إنسان عظيم ملء السمع والبصر إلى إنسان ضعيف متهالك الجسد منهك القوة والعقل والذاكرة.
وعندما رأيت "نانسى ريجان" فى إحدى القنوات التليفزيونية منذ عدة سنوات تتحدث عن زوجها الرئيس الراحل بعد أن أصيب بمرض الزهايمر، وتصف حالته وما آل إليه بعد ذلك بعد مرضه بالزهايمر، تساءلت فهل يكون هذا هو الرئيس ريجان الذى رحل عن عالمنا، والذى كان يحكم الكرة الأرضية.
ويملك شفرة الحقيبة النووية التى يمكنها أن تفنى العالم 5 أو 6 مرات؟ هل هو نفس الرجل الذى تتحدث عنه زوجته بعد أن أصبح لا حول له ولا قوة، فربما يجلس وحيدا ضعيفا مسكينا فى ركن من أركان البيت لا يستطيع أن يتحرك إلا بمساعدة أحد.
وقد تنتابه نوبات من العنف والعدوانية بعد أن فقد ذاكرته وأصبح لا يعرف الكثيرين حتى أبنائه لم يعد باستطاعته مقابلة الناس أو فهمهم، ومثل معظم مرضى الزهايمر لم يعد يستطيع أن يعبر عما يريد أن يقوله بالكلمات المناسبة.
وفى الوقت المناسب، ولا يستطيع التحكم فى قضاء حاجته، وربما يأتى ببعض التصرفات الضارة أو المحرجة له أو لمن حوله.
ويؤكد الدكتور عبد الهادى.
لعل بداية ظهور الأعراض المرضية لمرض الزهايمر يكون فى أغلب الحالات بعد سن الستين وتزداد نسبة ظهور هذه الأعراض كلما تقدم الإنسان فى السن وليس معنى ذلك أن كل معمر لابد أن يصاب به لأن له أسباب وراثية وجينية، وأيضا أسباب بيئية.
وتكون هذه الأعراض فى بدايتها عبارة عن تدهور مستمر ومتزايد فى الذاكرة، خاصة للأحداث القريبة والحديثة، نتيجة ضمور فى خلايا المخ والنهايات العصبية، وتختلف حدة هذا التدهور من شخص إلى آخر حتى يفقد المريض السيطرة على الوظائف الإرادية.
وبعض الوظائف اللاإرادية، ويفقد بعض الحواس مثل حاستى الشم والتذوق وربما يصاب بالتهابات رئوية وهبوط فى القلب والسبب الرئيسى فى حدوث هذا الضمور فى خلايا المخز
وهو ترسيب نوع معين من البروتينات فى خلايا المخ تؤدى إلى وفاتها وليس كل ضعف للذاكرة يعد بسبب مرض الزهايمر.
فهناك أسباب خاصة بالأوعية الدموية والضغط العصبى والحالة النفسية ونقص بعض الهرمونات والفيتامينات وبعض الأورام فى أماكن معينة بالمخ.
ويوضح أن الأبحاث العلمية الجديدة التى تجرى فى هذا المجال ساعدت فى الوصول إلى ثلاثة أنواع من الأدوية.
بالإضافة إلى فيتامينات موانع الأكسدة، مثل فيتامين أ، ج، هـ بحيث يمكن إيقاف التدهور فى عمليات تلف وموت وضمور الخلايا العصبية.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع